بدأت نائبة المبعوث الأممي ستيفاني خوري خطواتها لإحياء العملية السياسية الليبية عبر لقاءات مع عناصر المشهد السياسي المحلي والدولي، لإعادة تفعيل المسار الأمني وإنجاز المصالحة الوطنية للقبول بنتائج انتخابات توافقية.
وأكد صحيفة اندبندنت عربية في تقرير لها، أنها عقدت لقاء مع القائم بأعمال السفارة الأميركية لدى ليبيا جيريمي برنت، وناقشت معه “تسيير عملية سياسية شاملة وجامعة يقودها ويملكها الليبيون”، وفق منشور على حسابها في منصة “إكس”.
ووصف جيريمي برنت دور البعثة الأممية في ليبيا بـ”الحيوي”، مؤكداً دعم واشنطن البعثة الأممية في ليبيا لمساعدة الشعب الليبي في تحقيق الوحدة الوطنية والسلام والاستقرار الدائمين.
كما عقدت خوري اجتماعات مع عناصر محمد المنفي، وعبد الحميد الدبيبة، و محمد تكالة، وركزت خلال اجتماعها على “أهمية إعادة تفعيل المسار الأمني عبر إطار لجنة (5+5) العسكرية”، مؤكدةً “أهمية استكمال مشروع المصالحة الوطنية الشاملة للقبول بنتائج الانتخابات بحسب قوانين توافقية”.
ويرى المحلل السياسي، حازم الرايس، أن خوري ستعتمد على الدعم الأمريكي لطرح أفكار جديدة مختلفة عن خطة باثيلي السابقة، وستشرك مكونات المجتمع الليبي في مبادرتها بخلاف باثيلي الذي اعتمد على متصدري المشهد فقط.
وتابع الاختصاصي في الشأن الليبي أن “خوري ليست المحرك الرئيس للعملية السياسية في ليبيا، فالأمر متوقف على رغبة واشنطن في تحريك المياه السياسية الراكدة أو تركها على حالها، ولكن يبدو أن الوجود الروسي في المنطقة أقلق أميركا التي ستحرك كل أدواتها الدبلوماسية لإنهاء المراحل الانتقالية والذهاب نحو توحيد المؤسسة السياسية والعسكرية الليبية”.
وأشار إلى خوري ستسير على درب ستيفاني ويليامز، إذ اتضح من خلال خطابها تركيزها على العمل مع جميع المكونات الليبية، وهو أمر كان يميز عمل وليامز الأميركية”، مبيناً أن “المبادرة التي ستطرحها خوري ستكون مستوحاة من “لجنة 75” لوليامز.
وتابع: “ستعمل على مواصلة اجتماعها بمتصدري المشهد السياسي غرباً ومن ثم ستتوجه شرقاً، لتلتقي بعد ذلك الفاعلين الأمنيين والعسكريين في كامل البلاد، ثم تتلوها اجتماعات مع ممثلي القبائل والشباب والمرأة وفئات المجتمع المختلفة من أحزاب سياسية ومؤسسات مجتمع مدني وبلديات، لكي تطرح بعد ذلك مبادرتها المستوحاة من مسار ويليامز لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة السياسية الليبية توازياً مع الملف الاقتصادي والملف العسكري”.
وأبرز الرايس أن “مبادرة خوري ستلقى قبولاً لدى أطراف الصراع الليبي خصوصاً أنها تمتلك أداة الضغط الأميركية وبقية الدول الداعمة لسياساتها، وهي نقطة افتقدتها خطط باثيلي“.
وتعليقاً على وجود مخاوف من اصطدام خوري برياح الصراع الروسي – الأميركي، قال إن “هذه الإشكالية تصب في مصلحة خوري، إذ ستتحرك واشنطن وستدعم خوري لملء الفراغ الذي تركه باثيلي بغية التحكم في الملف الليبي سياسياً، وتقويض التحرك الروسي عبر الحد من توسع الفيلق الروسي الأفريقي عسكرياً، خصوصاً في ظل تواصل الخلاف القائم داخل أروقة مجلس الأمن الدولي.