أكد موقع “العربي الجديد” القطري، أن المواطن الأمريكي خليفة حفتر حليف روسيا ورجُلها الأول في ليبيا وطريقتها لتنفيذ سياساتها الرامية إلى التمركز في البلاد، واتخاذها قاعدة للتمدد نحو أفريقيا، يدرك أن موسكو لن تعوّل عليه على المدى الطويل.
وشدد على موسكو تملك أوراقاً بديلة عنه في المراحل المتقدمة من مشروعها الأفريقي، وخطاباته ومواقفه في الآونة الأخيرة لأوروبا وواشنطن خصوصاً، للفت أنظار الأخيرة ودفعها نحو التقارب والتعامل معه.
حفتر يدين بالولاء لأمريكا
وأكد التقرير، أنه يدين بالفضل للجانب الأميركي الذي احتواه لقرابة 25 عاماً، مقدماً له المأوى والحماية والجنسية الأميركية”، ويبدو حتى تلك اللحظة في مأمن من الغضب الأميركي، لكن غرقه في مستنقع الحرب على طرابلس يؤدي إلى غرقه أكثر في مستنقع روسيا بمدّها يد العون له.
وأشار إلى استخدام الأمريكي حفتر ورقة المهاجرين غير النظاميين باتجاه شواطئ أوروبا، وتحديداً إيطاليا وفرنسا، وتضمينه في خطاباته خلال الاستعراضات العسكرية في سرت وبنغازي أخيراً من تهديدات بأنه لن يفسح المجال أكثر للحوار السياسي، في إشارة لإرجاع البلاد إلى دائرة الحرب مجدداً.
واشنطن وأوروبا لن تسمح بوجود روسي في شمال أفريقيا
واكد، أن حفتر يدرك جيداً أن واشنطن وأوروبا لن تسمح بوجود روسي في شمال أفريقيا مهما كلّف الأمر، وهي موجودة فعلياً في غرب البلاد، ولذا فرسائله التي تحمل في طياتها تهديداً مبطناً، وآخرها السماح لروسيا ببناء مصاف لتكرير النفط في طبرق وبنغازي، وبناء خط للقطار من طبرق إلى فضاء الجنوب.
حفتر يعتمد على روسيا في بقائه
وفي سياق متصل، كشفت جريدة ديلي إكسبرس البريطانية، أن المواطن الأمريكي خليفة حفتر بات يعتمد بشكل كبير على قوة الجيش الروسي للحفاظ على سلطته.
وأشارت الصحيفة خلال تقرير لها نشر أمس الأحد، إلى وجود ألفي من قوات «فاغنر» الروسية في ليبيا، إضافة إلى 1500 من القوات الروسية النظامية وصلوا شرق ليبيا في الآونة الأخيرة.
وأكدت، أن التعامل الغربي المستمر مع حفتر يهدد بعرقلة المساعي الأوروبية الهادفة لكبح النفوذ الروسي المتنامي في ليبيا.
ونبهت إلى التكلفة الضخمة التي ستتكبدها أوروبا إذا اختارت موسكو استغلال موجات الهجرة غير النظامية المنطلقة من ليبيا لتهديد وحدة أوروبا وبنيتها التحتية.
تلك التحذيرات تأتي بعد أيام من حضور السفير البريطاني لدى ليبيا عرضا عسكريا لقوات حفتر في مدينة بنغازي.
وذكّرت الجريدة البريطانية بالتعاون المستمر بين حفتر وروسيا، وقالت إنه مرتبط بشكل كبير بالدولة الروسية «لدرجة أن كل قرار يُتخذ» يجب أن «تعتبره موسكو مقبولا».
تهديدات عدة يخلقها الوجود الروسي الراسخ في ليبيا، بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، في ضوء مبيعات النفط الروسي والسيطرة على ميناء طبرق، وتهريب الذهب والألماس، وجميعها أنشطة تدر مليارات الدولارات إلى موسكو، وتهدد حلف شمال الأطلسي «ناتو».
أبرز تلك التهديدات هو احتمال استغلال الكرملين لموجات الهجرة غير النظامية من ليبيا واستخدامها كسلاح، وهي وسيلة جديدة للكرملين لممارسة الضغوط على الغرب.
وأكد، أنه يمكن للرئيس بوتين استخدام حفتر لتهديد أوروبا، إذا أراد الضغط من أجل التصويت في مجلس الأمن بخصوص قرار ما، أو في حال واجه انتكاسات عسكرية في أوكرانيا.
بوتين نقل المهاجرين إلى عتبة أوروبا
وحذرت وكالة الحدود الأوروبية «فرونتكس» من أن «توجه بوتين لنقل المهاجرين إلى عتبة أوروبا، سواء على طول الحدود الشرقية لروسيا أو من خلال وكلاء في أفريقيا، يشكل تهديدا كبيرا للأمن في العام 2024.
وعمدت موسكو في العام 2023 إلى استخدام سلاح المهاجرين غير النظاميين، حينها ارتفعت نسبة العبور بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي بنسبة 62% على الأقل.
والتقى السفير البريطاني لدى ليبيا، مارتن أندرو، مع حفتر في بنغازي لنقل وجهة النظر القائلة بأنه يجب على جميع الأطراف المشاركة في العملية السياسية للأمم المتحدة.
الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، جلال حرشاوي، قال، إن بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا أرسلت دبلوماسييها للاحتفال بعرض حفتر في بنغازي، الخميس، بعد أسابيع قليلة من إرسال القوات المسلحة الروسية عشرات الآلاف من الأطنان من المعدات العسكرية.
وشدد على أنه في الوقت نفسه، تتعهد الديمقراطية الغربية نفسها بمكافحة الفساد والتوسع الروسي. حينما تقوم دول مثل إيطاليا بإضفاء الشرعية على حفتر ومنحه مزيد من الحوافز، فإن ذلك سيكون له تأثير غير مباشر.
والآن، تفرض موسكو سيطرتها بشكل متنامٍ على الحدود المحيطة بليبيا الواقعة تحت سيطرة حفتر، بما في ذلك تشاد والنيجر والسودان ومصر.