كشف تحقيق صحفي نشره تحالف لايتهاوس ريبورتس قيام ثلاث دول مغاربية بعمليات سرية لطرد المهاجرين إلى الصحراء، بدعم ومساعدة من الاتحاد الأوروبي ودول أوروبية أخرى.
وفقًا للتحقيق، يتم اعتقال المهاجرين في المغرب وموريتانيا وتونس على أساس لون بشرتهم، ثم نقلهم في حافلات إلى مناطق صحراوية قاحلة من دون ماء أو طعام.

يأتي ذلك بعد سنوات من الاتهامات المتلاحقة لليبيا بالتورط في عمليات إعادة قسرية لآلاف المهاجرين من وسط البحر المتوسط مقابل تلقي تمويل أوروبي.
نظام تهجير جماعي
ويكشف عن وجود “نظام تهجير جماعي يُدار بفضل أموال ومعدات ومعلومات استخباراتية وقوات أمن يوفرها الاتحاد الأوروبي ودول أوروبية”، بهدف منع المهاجرين من الوصول إلى أوروبا.
كما تم الكشف عن حالات أخرى يتم فيها نقل المهاجرين إلى المناطق الحدودية، حيث يتعرضون للاعتداء والتعذيب من قبل المتاجرين بالبشر والعصابات للحصول على فدية.
وشملت العمليات السرية أيضًا مشاركة السلطات الإسبانية في نقل المهاجرين إلى الصحراء، حسب ما أفاد التحقيق.
كما تم الكشف عن قصة امرأتين من غينيا تم نقلهما إلى مركز احتجاز في العاصمة الموريتانية نواكشوط بعد محاولة فاشلة للعبور إلى ليبيا، ثم نقلهما لاحقًا إلى الحدود البعيدة مع مالي.

وأكد التحقيق والذي جاء بالتعاون مع وسائل إعلام دولية، من ضمنها جريدتا «لوموند» الفرنسية و«واشنطن بوست» الأميركية، أن اللاجئين والمهاجرين في المغرب وموريتانيا وتونس «يجرى القبض عليهم على أساس لون بشرتهم، وتحميلهم في حافلات ونقلهم إلى أماكن قصيّة، هي في أكثر الأحيان مناطق صحراوية قاحلة» من دون ماء أو طعام.

وأبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقيات تعاون مع المغرب وموريتانيا وتونس، تتضمن توفير التمويل لتعزيز قدراتها على الحد من الهجرة غير النظامية إلى أوروبا، حيث خصص الاتحاد الأوروبي مبالغ تتراوح بين 150 مليون يورو و624 مليون يورو لهذه الدول.
اتفاقيات أوروبية مع 3 دول
وأصبح المركز نقطة عبور يستخدمها المسؤولون الموريتانيون قبل نقل المهاجرين إلى الحدود البعيدة مع مالي التي مزقتها الحرب، وغالبا ما يكون ذلك دون طعام أو ماء، وفقا لمقابلات مع محتجزين وعمال إغاثة.

دول في شمال أفريقيا تنقل المهاجرين وتتركهم في الصحراء

واعترف الاتحاد الأوروبي بصعوبة الوضع، حيث قال الناطق باسم المفوضية الأوروبية إريك مامر: “هذا وضع صعب، إنه وضع يتغير بسرعة، وسنواصل العمل عليه”.
في حين نفى مسؤولون أوروبيون استخدام أموال الاتحاد الأوروبي في انتهاك حقوق المهاجرين، إلا أن مصادر داخل الاتحاد أقرت بأنه “من المستحيل” على بروكسل تقديم تفسير كامل حول كيفية استخدام الأموال الأوروبية.
وقال تحالف «لايتهاوس ريبورتس» إنه أجرى مقابلات مع أكثر من 50 مهاجرا أسود طُردوا من بلدان شمال أفريقيا الثلاثة، وجميعهم من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وغرب أفريقيا.

وحسب شهاداتهم، التي تتضمن كذلك مقاطع فيديو وصورا، فقد «ساعدت على التعرف على الطبيعة المنهجية والدوافع العنصرية لتلك الممارسات»، إلى جانب الأدلة التي جمعها التحالف بنفسه.

لايتهاوس ريبورتس : يتهم دولا مغاربية بطرد المهاجرين سريًا إلى الصحراء بدعم أوروبي
لايتهاوس ريبورتس : يتهم دولا مغاربية بطرد المهاجرين سريًا إلى الصحراء بدعم أوروبي
Shares: