سلط تحقيق استقصائي تحت عنوان “كل العيون على فاغنر” على تحرّكات مرتزقة مجموعة “فاغنر”، وبيعهم للألماس والأخشاب من أفريقيا الوسطى، بطريقة مشبوهة، وتواجدهم في ليبيا.
وأكد، أن روسيا نقلت خلال الأشهر الثلاثة الماضية جنودا ومقاتلين محترفين إلى ليبيا، مرجحا وجود ما لا يقل عن 1800 عسكري روسي متمركزين بشكل رئيسي في المنطقتين الشرقية والجنوبية، موضحًا أن روسيا تحاول جعل ليبيا حلقة وصل لنقل المرتزقة “فاغنر” بين السودان والنيجر ومالي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، إن روسيا تحاول استخدام ليبيا كمنصة لزعزعة استقرار منطقة الساحل وأفريقيا، وتعزيز الانقسامات بين شرق البلاد وغربها.
وأكد اللواء طيار هشام الحلبي مستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية في مصر، إن التحركات الروسية لنقل المرتزقة من سوريا إلي ليبيا عن طريق ميناء طبرق، يعزز نفوذ موسكو بالمنطقة.
وأضاف خلال مداخلة مرئية لبرنامج “في النبض المغربي”، أن التدخل الروسي سواء كان من خلال فاغنر أو الفيلق الأفريقي الهدف منها السيطرة على قواعد بحرية وبرية لتعزيز نفوذ روسيا في منطقة البحر المتوسط.
وأوضح أن الهدف ليس ليبيا وحدها، بل مالي والنيجر وغيرها. كما أنه يؤسس لخطوة اقتصادية وتعاون اقتصادي من خلال السيطرة على مناجم الذهب واليورانيوم في تلك الدول.
وشدد على أن روسيا تلعب بورقة المهاجرين، كورقة ضغط على أوربا خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
وكشف على أن الفيلق الذي تسعى روسيا لتواجده في ليبيا كان متواجد في سوريا، وروسيا أرسلت 2000من عناصر فاغنر إلى ليبيا في 3 شهور.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية لم يزعزعوا استقرار ليبيا فحسب، بل استخدموا البلاد أيضًا كمنصة لزعزعة استقرار منطقة الساحل والقارة الأفريقية.
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة نوفا الإيطالية، أنه وفقا لبعض المسئولين الليبيين، قال السفير الروسي في البلاد صراحة إنه تم نقل المعدات والجنود إلى ليبيا لنشرهم في أجزاء أخرى من أفريقيا.
وأوضح أنه خلال الانسحاب من طرابلس في عام 2020، زرعت مجموعة فاغنر ألغامًا وألغاما مفخخة وأجهزة أخرى، مما أدى إلى مقتل أكثر من 300 شخص في ليبيا بين مايو 2020 ومارس 2022.
وذكر المتحدث الأمريكي، أن توحيد ليبيا بوساطة الأمم المتحدة يلبي طلبات وتطلعات المواطنين، مضيفا أن هذا الالتزام يترجم أيضا في تبادل الممارسات الجيدة في مجال مكافحة الإرهاب وأمن الحدود.
وزعم أنه على عكس الآخرين الذين يسعون إلى استغلال ليبيا كمنصة لزعزعة استقرار المنطقة وتعزيز الانقسامات بين شرق البلاد وغربها، فإن بلاده ملتزمة بدعم جميع المواطنين الليبيين، امتثالا للالتزامات المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقبل أيام، نشر مشروع التحقيق “كل العيون على فاغنر” تحقيقًا كشف فيه أنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية نقلت روسيا جنود ومقاتلين محترفين إلى ليبيا بحوالي 1800 روسي متمركزين بشكل رئيسي في برقة وفزان، في المناطق التي يسيطر عليها قوات المواطن الأمريكي خليفة حفتر.
وتسعى روسيا لتوسيع نفوذها العسكري في القارة السمراء، ومنحه شرعية الوجود الرسمي والعلني في مواجهة الحضور الأوروبي والأمريكي، وذلك من خلال تدشين فيلق أفريقيا.
وكشف عن «فيلق أفريقيا» العسكري الروسي، مطلع عام 2024 ليكون بديلا عن مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.
وتحتضن ليبيا مقره المركزي، بينما يتوزع الفيلق بين 5 دول إفريقية هي ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر.
وجاء اختيار ليبيا مقرًا مركزيًا للفيلق لعدة عوامل منها: نشاط عناصر فاغنر سابقا في مدينة سرت التي تبعد 450 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس.
ومن ضمت عوامل اختيار ليبيا أيضا لتكون مقرا للفيلق، ارتباطها بساحل البحر المتوسط، وهو موقع استراتيجي لضمان خطوط الإمدادات العسكرية وتحركات العناصر التابعة للفيلق إلى الدول الأفريقية الأخرى.
وتتبع إدارة الفيلق الأفريقي، سلطة الإدارة العسكرية الروسية مباشرة، ويشرف عليه الجنرال يونس بك إيفكوروف، نائب وزير الدفاع الروسي.
بينما تتكون النواة الأساسية للفيلق من مجموعات فاغنر، إذ تم دمج عناصر منها في قيادات الصفين الثاني والثالث داخل الفيلق، إضافة إلى مزيد من العناصر في نطاق قوة عسكرية لا تقل عن 40 إلى 45 ألف مقاتل.