كشفت جريدة ديلي إكسبرس البريطانية، أن المواطن الأمريكي خليفة حفتر بات يعتمد بشكل كبير على قوة الجيش الروسي للحفاظ على سلطته.
وأشارت الصحيفة خلال تقرير لها نشر أمس الأحد، إلى وجود ألفي من قوات «فاغنر» الروسية في ليبيا، إضافة إلى 1500 من القوات الروسية النظامية وصلوا شرق ليبيا في الآونة الأخيرة.
وأكدت، أن التعامل الغربي المستمر مع حفتر يهدد بعرقلة المساعي الأوروبية الهادفة لكبح النفوذ الروسي المتنامي في ليبيا.
ونبهت إلى التكلفة الضخمة التي ستتكبدها أوروبا إذا اختارت موسكو استغلال موجات الهجرة غير النظامية المنطلقة من ليبيا لتهديد وحدة أوروبا وبنيتها التحتية.
تلك التحذيرات تأتي بعد أيام من حضور السفير البريطاني لدى ليبيا عرضا عسكريا لقوات حفتر في مدينة بنغازي.
وذكّرت الجريدة البريطانية بالتعاون المستمر بين حفتر وروسيا، وقالت إنه مرتبط بشكل كبير بالدولة الروسية «لدرجة أن كل قرار يُتخذ» يجب أن «تعتبره موسكو مقبولا».
تهديدات عدة يخلقها الوجود الروسي الراسخ في ليبيا، بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، في ضوء مبيعات النفط الروسي والسيطرة على ميناء طبرق، وتهريب الذهب والألماس، وجميعها أنشطة تدر مليارات الدولارات إلى موسكو، وتهدد حلف شمال الأطلسي «ناتو».
أبرز تلك التهديدات هو احتمال استغلال الكرملين لموجات الهجرة غير النظامية من ليبيا واستخدامها كسلاح، وهي وسيلة جديدة للكرملين لممارسة الضغوط على الغرب.
وأكد، أنه يمكن للرئيس بوتين استخدام حفتر لتهديد أوروبا، إذا أراد الضغط من أجل التصويت في مجلس الأمن بخصوص قرار ما، أو في حال واجه انتكاسات عسكرية في أوكرانيا.
وحذرت وكالة الحدود الأوروبية «فرونتكس» من أن «توجه بوتين لنقل المهاجرين إلى عتبة أوروبا، سواء على طول الحدود الشرقية لروسيا أو من خلال وكلاء في أفريقيا، يشكل تهديدا كبيرا للأمن في العام 2024.
وعمدت موسكو في العام 2023 إلى استخدام سلاح المهاجرين غير النظاميين، حينها ارتفعت نسبة العبور بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي بنسبة 62% على الأقل.
والتقى السفير البريطاني لدى ليبيا، مارتن أندرو، مع حفتر في بنغازي لنقل وجهة النظر القائلة بأنه يجب على جميع الأطراف المشاركة في العملية السياسية للأمم المتحدة.
الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، جلال حرشاوي، قال، إن بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا أرسلت دبلوماسييها للاحتفال بعرض حفتر في بنغازي، الخميس، بعد أسابيع قليلة من إرسال القوات المسلحة الروسية عشرات الآلاف من الأطنان من المعدات العسكرية.
وشدد على أنه في الوقت نفسه، تتعهد الديمقراطية الغربية نفسها بمكافحة الفساد والتوسع الروسي. حينما تقوم دول مثل إيطاليا بإضفاء الشرعية على حفتر ومنحه مزيد من الحوافز، فإن ذلك سيكون له تأثير غير مباشر.
والآن، تفرض موسكو سيطرتها بشكل متنامٍ على الحدود المحيطة بليبيا الواقعة تحت سيطرة حفتر، بما في ذلك تشاد والنيجر والسودان ومصر.