شهدت مدينة الزاوية الواقعة غرب طرابلس، اشتباكات السبت بين مجموعات مسلحة تسببت في إيقاف الدراسة وإغلاق أجزاء من الطرق المؤدية إلى المدينة.
وقال ضابط في مديرية أمن الزاوية في تصريح لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”،
إن “المناطق الجنوبية لمدينة الزاوية تشهد منذ ليلة الأمس (الجمعة) اشتباكات بين مجموعات مسلحة”، مشيراً إلى استمرارها منذ الصباح لكن بشكل “متقطع”.
وأضاف “تسببت الاشتباكات في إغلاق بعض الطرق وإيقاف الدراسة في الزاوية حتى إشعار آخر، بسبب التبادل العشوائي للقذائف بين المسلحين”.
وعن أسباب التوتر، قال الضابط إن “خلافات بين أفراد مجموعات مسلحة تطورت إلى مناوشات ولم تنجح جهود الوساطة حتى الآن في وقف الاشتباكات”.
قتيل و6 جرحى
وقال المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ في طرابلس، أسامة علي، لقناة تلفزيونية محلية، “كانت الاشتباكات عنيفة في الصباح، وسقط قتيل وستة جرحى”.
وأضاف علي أن فرق الإنقاذ لم تتمكن من الوصول إلى منطقة الاشتباكات، ولم يتضح ما إذا كان القتيل والمصابون من المدنيين أم من العسكريين.
وقالت الشركة العامة للكهرباء في ليبيا إن الاضطرابات أدت إلى قطع التيار الكهربائي عن بعض مناطق المدينة.
وتابع عمار “كان الوضع سيئاً للغاية في الصباح. تسود حالة من الهدوء الآن، ولكن يجب على السلطات الأمنية والحكومية استخدام كل ما لديها لإنهاء هذا الصراع”.
وأوضح أن السلطات الأمنية في المدينة لم تستجب لما وصفه بأنه “قتال بين أشخاص وليس جهات محددة” يدفع المدنيون ثمنه.
وقال عماد عمار، عضو مجلس حكماء وأعيان الزاوية، إن القتال شارك فيه على ما يبدو أفراد وليس جماعات مسلحة. وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لم يتسن التأكد من صحتها،
تظهر مسلحين على متن سيارات دفع رباعي يطلقون النار بصورة كثيفة باتجاه مجموعات مسلحة مناوئة. كما أظهرت المقاطع أعمدة دخان متصاعدة من بنايات سكنية عدة ومقار حكومية،
نتيجة تعرضها لمقذوفات عشوائية وتبادل عنيف للرصاص والقذائف في أنحاء متفرقة من المدينة. من جانبه، أعلن “الهلال الأحمر” بمدينة الزاوية تمكنه من إخراج عدد من العائلات العالقة في مناطق الاشتباكات. ودعا “الهلال الأحمر” في بيان الجهات الأمنية إلى التعاون في مساعدة العالقين في مناطق النزاع.
بدورها،
قالت وزارة الصحة بالحكومة الليبية في طرابلس إنها تعمل على تنفيذ عمليات “الإخلاء بمناطق الاشتباكات، ونقل الحالات المصابة إلى المستشفيات”، من دون أن تقدم حصيلة للضحايا.
وتقع مدينة الزاوية الساحلية على مسافة 40 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس،
ويقطنها أكثر من 300 ألف نسمة، ويربطها طريق سريع مع طرابلس ومعبر رأس جدير الحدودي مع تونس. وتنشط في الزاوية مجموعات مسلحة نافذة مناوئة لحفتر المتمركز في شرق البلاد وجنوبها.
وأسهم مسلحون من الزاوية في إفشال محاولة قوات حفتر السيطرة على طرابلس في عام 2019.
ومنذ سقوط النظام في عام 2011، تشهد ليبيا نزاعات وانقسامات وتدير شؤونها حكومتان متنافستان، الأولى في طرابلس (غرب) برئاسة عبدالحميد الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، والثانية في الشرق برئاسة أسامة حماد وتحظى بدعم البرلمان والمواطن الأمريكي خليفة حفتر.
المصدر : إندبندنت عربية