حذرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية من العودة إلى دائرة الصراع والاقتتال بليبيا، في ظل التناحر بين المليشيات والتشكيلات المسلحة، نتيجة ما وصفته بالجمود السياسي الذي تعانيه البلاد، في وقت تكثّف فيه الدبلوماسية الأمريكية مساعيها لاستئناف المسار السياسي، على حد تعبيرها.

 

وتطرقت الصحيفة، في تقرير لها، إلى بيان كتيبة شهداء سوق الجمعة بالأمس، خلال وقفة احتجاجية لمنتسبيها، والذي تحدث عن “مخاطر محدقة” بطرابلس، ودعت إلى نبذ الفرقة والاحتكام لصوت العقل، ولمّ الشمل، وتوحيد الكلمة، والتعاهد على العمل المشترك.

 

وأفادت الصحيفة بأن احتجاجات كتيبة شهداء سوق الجمعة، تأتي على خلفية مزاعم عن اجتماع ضمّ أسامة جويلي آمر المنطقة العسكرية الغربية، وأيوب أبوراس قائد مليشيا ثوار طرابلس، والميليشياوي هيثم التاجوري، وبعض قيادات الزاوية، بقصد مناقشة كيفية الهجوم على العاصمة لطرد عبد الرؤوف كارة آمر مليشيا الردع، والميليشاوي عبد الغني الككلي آمر ما يسمى جهاز دعم الاستقرار.

 

وذكر التقرير أن طرابلس شهدت حراكاً دبلوماسية أمريكياً وفرنسياً متزايداً خلال الأيام الماضية، لجهة العمل على منع أي تصعيد، والحفاظ على الوضع السائد في البلاد لحين العودة إلى المسار السياسي وإجراء الانتخابات العامة.

 

وأشار التقرير إلى ملاحظة تكثيف مبعوث الولايات المتحدة وسفيرها إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، زيارته إلى العاصمة برفقة القائم بالأعمال جيرمي برنت، وكذلك يفعل السفير الفرنسي مصطفى مهراج؛ بقصد بحث سبل تحريك العملية السياسية، إيذاناً ببدء ستيفاني خوري، نائبة المبعوث الأممي إلى ليبيا، مهامها.

 

وبيّن أن نورلاند، سبق والتقى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ونائبيه موسى الكوني وعبد الله اللافي، كما عقد اجتماعاً مع السفير التركي لدى ليبيا يلماز، مؤكداً أنه ناقش دعم الولايات المتحدة وتركيا للعملية السياسية للأمم المتحدة نحو إجراء انتخابات، و”رغبتنا في رؤية تقدم على المسارين الأمني والاقتصادي”، بحسب بيان صادر عن المجلس.

 

وبالأمس، نظمت كتيبة شهداء سوق الجمعة وقفة اجتجاجية، دعت من خلالها إلى لم الشمل وتوحيد الكلمة ورأب الصدع والتعاهد على العمل المشترك، لا سيما أن الأخطار محدقة بطرابلس عامة.

 

وطالبت الكتيبة، في بيان لها، برأب الصدع وإصلاح ذات البين وطي الماضي وإعادة المهجرين وإطلاق سراح المسجونين المظلومين دون قيد أو شرط، ونصبت الكتيبة نفسها للعمل على حل الخلافات والأخد على يد الظالم وإنصاف المظلوم.

 

وذكرت أن المجتمعين ليسوا تبعا لأي جهة أمنية أو عسكرية داخل أو خارج سوق الجمعة بل هم اجتمعوا لوحدة الصف ورأب الصدع وإصلاح الخلل.

 

 

ودعا المجتمعون إلى الالتزام بالعمل المؤسسي وإنهاء كل المظاهر المسلحة التي تزعز الأمن وتهدد السلم والاستقرار والالتزام كل جهاز أو إدارة باختصاصها الأمني والعمل بمقتضي أحكام النيابات والقضاء الليبي.

 

وتشهد ليبيا منذ أحداث 17 فبراير عام 2011 حالة من التناحر السياسي والتكالب على ثروات ليبيا دون النظر إلى أحوال الليبيين الذين يعانون الويلات، حتى أصبحت البلاد مطمعا لكل الدول المجاورة.

Shares: