أفادت صحيفة “ويكلي بلتز” البنجلاديشية، بأن تعيين سفير جديد لـ الولايات المتحدة في ليبيا، يأتي وسط خلفية من الأخطاء السابقة والتدخلات الفاشلة، والارتباطات مع شخصيات بغيضة في أعقاب رحيل القائد الشهيد معمر القذافي.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها، أن المرحلة الجددة من مشاركة الولايات المتحدة في ليبيا تتطلب اختلافًا عن المنهجيات السابقة، في ظل المشهد المعقد سياسيًا وأمنيًا.
ودعت واشنطن إلى تحويل تركيزها نحو إعطاء الأولوية لإعادة بناء مؤسسات الدولة الممزقة في ليبيا، بدلاً من الاستمرار في الممارسات التي عززت الميليشيات.
وذكرت أن العودة الأمريكية تأتي على خلفية صعود الجماعات المسلحة الهجينة كجهات فاعلة شبه حكومية في ليبيا وبقائها كعقبة هائلة أمام الاستقرار والأمن والسيادة.
وبينت أن هذه المجموعات، تسعى للحكم وتعطي الأولوية للمكاسب الشخصية، لافتة إلى وجود شبكة معقدة من ديناميات القوة تديم عدم الاستقرار وتعيق تحقيق مستقبل أكثر إشراقا لليبيا.
وأضافت الصحيفة، أن هذه الشبكة وليدة تقارب النخب السياسية والنظم المالية غير المشروعة والشبكات الإجرامية العابرة للحدود والفصائل المدججة بالسلاح، التي تدعمها كيانات أجنبية في كثير من الأحيان.
ونصت الولايات المتحدة بتنفيذ نهج متعدد الأوجه، من أجل مواجهة التأثير المتزايد للجهات الفاعلة الخارجية والتصدي للتحديات الأمنية في المنطقة، من خلال العمل على تفكيك الاقتصادات السياسية الراسخة التي تدعم الكيانات المسلحة غير الحكومية، وبالتالي تعزيز بيئة مواتية للحكم الشامل.
وأكدت أن المحور الرئيسي لهذه الاستراتيجية، النهوض بالنظم المالية الشفافة والعادلة التي تهدف إلى تعطيل التحويل غير المشروع لعائدات النفط إلى الفصائل المسلحة.
وطالبت الولايات المتحدة برعاية الخطاب السياسي الشامل في الوقت نفسه، لإضعاف تأثير الجهات الفاعلة الهجينة، مع ضرورة إصلاح قطاع الأمن الليبي لتعزيز الاستقرار الدائم، حيث فشلت الأساليب السابقة، مثل مبادرات التدريب والتجهيز، في تصحيح التحديات النظامية ضمن الإطار الأمني.
وأشارت إلى ضرورة تطبيق استراتيجية شاملة أقرب إلى نموذج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج الاستباقي، مبينة أن هذا النهج لا يتوقع اتفاقات السلام القادمة فحسب، بل ينسجم أيضا مع أهداف التنمية الوطنية الشاملة، مع الحفاظ على حساسية المشهد الاجتماعي والسياسي المائع لليبيا.
وذكرت أنه غالبا ما كانت الجهود المبذولة للإصلاح داخل ليبيا سطحية، مدفوعة في المقام الأول بديناميات السلطة الداخلية بدلا من رؤية شاملة لإعادة هيكلة قطاع الأمن.
وبينت الصحيفة، أن الولايات المتحدة وحلفاءها تمتلك القدرة على تفكيك المجموعات الهجينة الراسخة بعمق داخل المجالين السياسي والاقتصادي في ليبيا، من خلال تبني نظرة تطلعية والاعتراف بالأبعاد السياسية بطبيعتها لأفعالهم.
وتشهد ليبيا منذ أحداث 17 فبراير عام 2011 حالة من التناحر السياسي والتكالب على ثروات ليبيا دون النظر إلى أحوال الليبيين الذين يعانون الويلات، حتى أصبحت البلاد مطمعا لكل الدول المجاورة.