أعلنت مجلة “نيوزويك” الأمريكية، أن روسيا تسعى حاليا للاستفادة من فورة الفساد النفطي في ليبيا، مضيفة أن متصدري المشهد في ليبيا ما أحداث فبراير، لا يفكرون إلا في الغنائم حتى لو على حساب مصلحة الدولة.
وأوضحت المجلة الأمريكية، أن ما كشفت عنه الشرطة الكندية مؤخرا، بشأن المؤامرة التي دبرها موظفان سابقان في الأمم المتحدة في مونتريال لبيع طائرات صينية بدون طيار إلى ليبيا في انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة، وكذلك لتصدير ملايين براميل النفط الخام الليبي إلى الصين بسعر مخفض للغاية، في مقابل مقابل عمولات بملايين الدولارات، تكشف خطورة الوضع في ليبيا.
وأردفت بقولها “التوصل لاتفاق سياسي في ليبيا بعيد المنال للغاية، لأنه يجب أن يترافق مع صفقة اقتصادية، ويعد قطاع النفط الليبي محورا رئيسية في موجة فساد عارمة متورطة فيها جهات دولية واسعة”.
وأشارت إلى أنه لأكثر من عقد من الزمن، وخاصة في الأشهر الثمانية عشر الماضية، تعمل النخب السياسية عبر الانقسام معًا لتقسيم المؤسسات الليبية وميزانياتها فيما بينها، فضلاً عن جميع أنواع إقطاعيات السوق السوداء، ليتقاسموا جميعا من الغنيمة الليبية.
واستكملت “يبدو أن باثيلي اكتشف هذا مبكرا، عندما وجد أن الأطراف الليبية الموجودة في المشهد حاليا، ليس لديها أي حافز لتغيير الوضع الحالي أو إغلاق صنابير شبكات المحسوبية والمصالح الخاصة والفساد”.
ولفتت إلى أن كل ذلك يأتي في وقت تسعى فيه روسيا لإنشاء قاعدة بحرية روسية في طبرق، ضمن محاولات موسكو للسيطرة على موارد النفط الليبية، ولتوسيع أنشطة التهريب كمصدر رئيسي للأموال ولتصبح نقاط ضعف ضد أوروبا، أو لتعطيل الشحن على طريقة الحوثيين في البحر الأحمر.
وحذرت المجلة، من أن موسكو تستغل تغلغل الفساد بصورة متكاثرة ومتزايدة من أجل هذا الفساد المتكاثر داخل قطاع النفط الليبي لتمويل عملياتها المختلفة، مشيرة إلى أن تعزيز أنشطتها لا يقتصر هذا على حلفائها في ليبيا مثل عائلة الأمريكي حفتر، بل باتت موسكو الآن قادرة على الوصول لميزانيات شركات تابعة للمؤسسة الوطنية للنفط والسيطرة على مصارف خاصة تحتفظ بأموال المؤسسة.
واستطردت قائلة “روسيا كذلك ساعدت حفتر على طباعة عملة الـ50 دينار المزيفة بكميات كبيرة، والتي كانت عناصر فاغنر تتمكن من تحويلها إلى دولارات في السوق السوداء الليبية من أجل تمويل أنشطتها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى”.
وكشفت المجلة أن مقاتلي مرتزقة فاغنر يشاركوا شخصيا في عملية تهريب الوقود فائقة السرعة التي تجتاح ليبيا، في تجارة تبلغ مليارات الدولارات، مشددة على أن هذا الفساد النفطي تشترك فيها أيضا عمالقة الطاقة العالمية، وهو ما يشكل عنصراً من عناصر التواطؤ الغربي، بحسب قولها.
وأتمت قائلة “لقد دفعت الثعالب في ليبيا أموالاً لأنفسهم لفترة طويلة جدًا مقابل حراسة حظيرة الدجاج، وهو ما جعلهم لا يشبعون على الإطلاق من وجبة الفساد الممتدة.