أكد الباحث السياسي، أحمد أبو عرقوب، أن الانقسامات على الساحة الدولية والإقليمية هي سبب حالة الجمود السياسي في ليبيا، مؤكداً أن عبدالله باثيلي أزمته أنه فشل في جمع توافق دولي على حل الأزمة الليبية، بسبب حالة الصراع والاحتراب بين أقطاب المجتمع الدولي، ولكن باثيلي حتى لم يوفر دعم إقليمي أو توافق إقليمي للحل، لأنه كان يريد أن يفشل.

 

وأضاف أبو عرقوب، في تصريحات لتلفزيون “المسار”، أن المبادرة الأولى التي طرحها باثيلي عام 2023 بشأن لجنة رفيعة المستوى، لم يناقشها حتى مع المكتب السياسي في البعثة، أي أنه كان يعلم أنها مبادرة فاشلة، مؤكدا أن الكل كان يتساءل في هذا الوقت كيف هي ملامح هذا الخطة وكيف ستشكل هذه اللجنة، لكنه لأنه يعلم أنها مبادرة فاشلة لم يناقشها مع أحد.

 

ولفت إلى أنه يعتقد أن ستيفاني خوري ستختلف بصورة كبيرة عن ويليامز لأنها تعمل منذ مدة كمسؤولة أممية وبالتالي سيغلب عليها الطابع الأممي المدروس بعكس ويليامز التي كانت تعمل بالبعثة بنمط الدبلوماسية الأمريكية، لافتاً إلى أن ما يفعله عقيلة صالح بشأن قبول ملفات ترشح رؤساء الحكومة الجديدة، ليس إلا مناورة سياسية لوضع ستيفاني خوري أمام أمر واقع وأولوية ولتصلها رسالة بأن تشكيل الحكومة أولوية بالنسبة لمجلس النواب.

 

وأوضح أنه في حقيقة الأمر لا يوجد ترشح ولا يوجد مترشحين ولا يوجد اتفاق بين مجلسي النواب والدولة لفتح باب الترشح للحكومة الجديدة، مضيفا “التساؤل الحقيقي هو هل ستكون خوري قادرة على التعامل مع مثل هذه المناورات السياسية، وهل ستوفر الولايات المتحدة الدعم لها؟”.

 

وأوضح أن أمريكا وروسيا لا يريدان تشكيل حكومة جديدة في ليبيا، بل يريدان ميزانية موحدة وضمان الاستقرار، لا يريدون حكومة جديدة أو دمج الحكومتين وهو ما وضح في تصريحات المندوب الأمريكي في مجلس الأمن، مضيفا أن الولايات المتحدة الآن آخر ما يعنيها تغيير الدبيبة، لأنها ترى أنه يخدم مصالحها في المنطقة، فهو سيعمل على توسيع نفوذها وتواجدها العسكري في ليبيا.

 

وأكمل بأن واشنطن وجدت في الدبيبة ضالتها، بعدما طردت النيجر القوات الأمريكية والقاعدة الأمريكية على أرضها التي كانت تستخدمها لإطلاق المسيرات التي تستهدف منها الجماعات الإرهابية، لافتاً إلى أن ستيفاني خوري ستعول كثيرا على الدعم الأمريكي لها، وستسعى للحصول على دعم وتوافق إقليمي لمنع تدهور الأوضاع في ليبيا.

 

وشدد على أن التشكيلات المسلحة والميليشيات تفضل وجود الدبيبة بسبب أنه لا يشكل خطرا وجوديا عليهم، بل على العكس حل لهم مشاكل مادية وجودية بالنسبة لهم، وهذه مسألة مهمة لأنها لن تسمح لأي شخص يترأس الحكومة دخول العاصمة في ظل سيطرة هذه الميليشيات، متوقعا تصعيد كبير في الجبهة الروسية الأوكرانية الصيف المقبل، تحت باب المفاوضات والتي سيكون ضمنها تسوية عدة ملفات ومنها ملف الأزمة الليبية.

 

وأكد أن الدبيبة مستعد لفعل أي شيء للأمريكان وغيرهم مقابل وجوده في السلطة، فهو سلم بوعجيلة مسعود وقبل إعادة فتح قضية لوكريبي أو حتى التطبيع مع الكيان الصهيوني، مضيفا أن توافق عقيلة والصديق الكبير، ضمن للكبير تجديد شرعيته 5 سنوات مقبلة من دون أن يشكك له أحد فيها، في مقابل تعهده بتسييل الأموال للبرلمان وللحكومة الليبية التابعة لها، متابعا “عداوة عقيلة والكبير للدبيبة هي سبب توحدهم حالياً وأن يكونوا في صف واحد للإطاحة به”.

Shares: