أكدت صحيفة “لوموند” الفرنسية في تصريحات لها أن روسيا وتركيا لديهما أهداف أوسع في ليبيا، فهما يسعيان لإبرام مختلف الاتفاقيات التي تسمح بزيادة مكاسبهما المالية والاقتصادية والعسكرية، وهو ما ظهر في تعزيز موسكو من وجودها الدبلوماسي في طرابلس، وأنقرة في بنغازي.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن ليبيا تحولت إلى ساحة للتنافس الدولي منذ عام 2011م، وتفاقمت حدة الأمور، مع ظهور روسيا ةمرتزقة فاغنر في الشرق، وتركيا والمرتزقة السوريين في الغرب.

 

وأضافت أن ليبيا أصبحت منطقة تصادم بين موسكو وأنقرة، ويتقاسم “العرابان” الجديدان الغنائم الليبية بسلاسة.

 

وعلى صعيد آخر قالت الصحيفة أن استقالة باثيلي تُظهر أن ليبيا باتت بلدًا مفتوحًا لشهيات التدخل الأجنبي الواسع، والاستفادة من خيراتها ومواردها.

 

وتابعت “استقالة باثيلي تُظهر أن المجتمع الدولي عجز عن تحقيق الاستقرار في ليبيا طيلة الأعوام الـ13 الماضية، ما ترتب عليه زيادة المخاطر بالنسبة لـ أوروبا”

 

واختتمت الصحيفة ” احتكار المليشيات والفصائل المسلحة للسلاح، يُعيق أي تنمية في ليبيا، ويساهم في زيادة التنافر الدولي الذي يشل أي مبادرات أممية” .

هذا وقد وقدّم المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي، استقالته إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم الثلاثاء الماضي، وذلك في خطوة كانت غير مستبعدة بعد حالة الجمود السياسي ورفض الفرقاء الليبيين كل الجهود التي بذلت من أجل التوافق على إجراء انتخابات تنهي المرحلة الراهنة

جاء إعلان باتيلي بعد إحاطة أدلى بها أمام مجلس الأمن الدولي، تضمنت توجيه انتقادات إلى كل الأطراف السياسية في ليبيا،

وقال باتيلي، الذي يرأس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل)، إن الليبيين في جميع أنحاء البلاد عبروا عن نفاد صبرهم، ويطالبون بكسر الجمود الحالي لإنقاذ بلادهم من الفوضى والفشل.

ولفت إلى أن الاتصالات المكثفة التي أجراها من الأطراف المعنية في ليبيا تم مقابلتها بـ”لا مبالاة” بمصالح الشعب الليبي”، وتابع قائلا إن “الشروط المسبقة التي طرحها القادة الليبيون، تتعارض مع ما يتم إعلانه عن نيتهم حل الصراع بقيادة ليبية”، مضيفًا: “لم يظهروا حسن نيتهم حتى الآن”.

ودعا باتيلي إلى ضرورة وجود التزام وتنسيق بين الجهات الفاعلة إقليميا ودوليا لتحقيق السلام والاستقرار في ليبيا، مشيرًا إلى حتمية هذا الأمر لحل الأزمة التي تشهدها البلاد منذ سنوات.

Shares: