أكدت إذاعة صوت ألمانيا “دويتشه فيله”، أن وجود فاغنر في ليبيا لم يضعف بأي حال من الأحوال بل إن نفوذها لا يزال مرتفعًا للغاية، وأن الكرملين يعمل بنشاط على إنشاء ما يسمى بـ”الفيلق الروسي” وتوسيع نفوذه في ليبيا.
ولفتت الإذاعة، أن هذا النوع من الاستعمار الروسي” الجديد يستهدف ليبيا التي تمتلك أكبر احتياطي نفطي في أفريقيا وكنوز ذهبية هائلة وهنا يأتي دور مجموعة فاغنر، ف أهداف فاغنر في ليبيا تتمثل بشكل أساسي في الوصول بشكل أو بآخر إلى عائدات النفط من خلال دعم قوات حفتر.
وأكدت الإذاعة، أنه يتعين على المجموعة ضمان وصول روسيا إلى القارة الأفريقية وبهذا المعنى، تعتبر ليبيا بمثابة رأس جسر موسكو، وأنه بعد مقتل زعيم فاغنر أصبحت المجموعة تابعة للاستخبارات العسكرية الروسية وزعيمها الجديد هو الجنرال أندريه أفريانوف.
ولفتت الإذاعة، إلى أن الجنرال الروسي الجديد لعب دورًا مهمًا في الإشراف على الاغتيالات في الخارج وزعزعة استقرار الدول الأوروبية، حيث كان الكرملين قادرًا في السابق على نفي أي صلة له بأنشطة فاغنر إلا أن هذا تغير مع تعيين أفريانوف، والآن تمثل المجموعة في الواقع توسعًا مباشرًا للمصالح الروسية في إفريقيا والشرق الأوسط.
وقالت الإذاعة، إن أحد الأشخاص القلائل الذين التقى بهم أفيريانوف في سبتمبر الماضي كان حفتر وأكد التزامهما باتفاق يمكن وصفه بأنه “تأمين الموارد”، حيث يواصل مقاتلو فاغنر السابقون دعم حفتر ويُسمح لهم باستخدام ليبيا كنقطة عبور لنقل الأسلحة والمخدرات كما يُسمح لهم بالوصول المباشر إلى ثلاث قواعد جوية ليبية.
وقالت الإذاعة، إنه بحسب خبراء غربيين يتم جلب الذهب أيضًا إلى روسيا الخاضعة للعقوبات الغربية عبر هذه القواعد، كما أن عناصر فاغنر قاموا بتسليم صواريخ أرض جو وذخائر ووقود وبضائع أخرى من ليبيا إلى أحد طرفي الحرب الأهلية في السودان، وهناك قلق في الأوساط السياسية في الولايات المتحدة من أن روسيا قد تحاول الوصول إلى الموانئ في شرق ليبيا لضمها لقواتها البحرية.
وأكدت الإذاعة، أن استمرار وجود مرتزقة فاغنر في ليبيا يعني انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان بما في ذلك التعذيب والاغتصاب الجماعي والقتل خارج نطاق القضاء، وطالما أن مجموعة فاغنر موجودة في ليبيا فإن الأمل ضئيل في تشكيل حكومة تكتسب شرعيتها من خلال انتخابات نزيهة.
كما شددت الإذاعة، على أن ليبيا الموحدة ديمقراطيًا من شأنها أن تؤدي تلقائيًا إلى إضعاف نفوذ فاغنر وبالتالي إضعاف المصالح الاستراتيجية والاقتصادية لروسيا، ولا ينبغي الاستهانة بتأثير فاغنر حيث يمكنها التدخل في الاستعدادات للانتخابات وترهيب الناخبين وحتى المساعدة في التلاعب بالانتخابات.