في ظل ارتفاع أسعار غالبية السلع الأساسية في ليبيا ، رصد برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ارتفاع الأسعار مع تباين الأسعار بين مدن شرق وغرب وجنوب البلاد

‏ موضحا أن المنطقة الجنوبية شهدت الارتفاع الأكبر في الأسعار خلال شهري يناير وفبراير.

الغذاء العالمي| يرصد التباين في الأسعار بين مدن شرق وغرب وجنوب البلاد

وفي تقرير نشره أمس الاحد حذر البرنامج الأممي من أن الأداء الضعيف للدينار الليبي أمام الدولار في السوق الموازية يؤثر على أسعار السلع والخدمات المتوافرة للسكان، وكذلك سيؤدي إلى تآكل القوة الشرائية، خصوصا لأصحاب الدخول المنخفضة.

وأوضح أن أسعار سلة من السلع الأساسية قد ارتفعت بنحو 3% في فبراير الماضي إلى 792 دينارا مقارنة بشهر يناير. ومن بين البضائع الغذائية التي ارتفعت تكلفتها بين شهري يناير وفبراير الماضيين البيض الذي زاد 6%، والفول 9%، والكسكس بنسبة 4%، والطماطم بنسبة 17%.

ويلفت إلى أن سلة الغذاء التي اختارها البرنامج تشمل 18 صنفا بينها دجاج وبيض ودقيق، وأرز، وسكر، وزيت, وفول, ولبن، كسكس، ومكرونة، وبصل، وطماطم، وشاي… الخ).

وأوضح التقرير أن الزيادة الأكبر في تكلفة هذه السلة الغذائية نفسها بلغت تكلفتها 866 دينارا في منطقة الجنوب الليبي، حيث ارتفعت بنسبة 9% مقارنة بمتوسط سعر السلة في الشرق والغرب، تلتها المنطقة الشرقية، حيث تصل تكلفة سلة الغذاء إلى 804 دنانير.

كما ارتفعت تكلفة سلة السلع الأساسية الكاملة، وتشمل مواد غذائية وغير الغذائية، بنسبة 6% إلى 913.3 دينار في فبراير الماضي مقارنة بشهر يناير الماضي. وتتضمن سلة السلع الأساسية الكاملة منتجات مثل وقود الطهي والصابون المنزلي وغيرها.

نقص وقود الطهي وارتفاع تكلفة سلة الغذاء

وأوضح تحليل الأسعار ارتفاع تكلفة سلة الغذاء في سرت بنسبة 7% تقريبا لتصل إلى 779 دينارا في فبراير، من 729 دينارا في ينايرالماضي، كما رصد التقرير نقصا في وقود الطهي في أجدابيا ودرنة وسرت. وسجلت أجدابيا زيادة بنسبة 4% في تكلفة سلة الغذاء، لتصل إلى 827 دينارا من 796 دينارا مسجلة في شهر يناير الماضي.

وفي ذلك الوقت تتلقى الأسرة الليبية قيمة نقدية طارئة بقيمة 21 دولارًا للمساعدة الغذائية للشخص الواحد و105 دولارات لكل أسرة مكونة من خمسة أفراد لتلبية الاحتياجات الغذائية شهريًا، وهو ما يعادل 515 دينارا.

تأثر الأسعار بالحرب في أوكرانيا

وأوضح البرنامج الأممي ارتفاع تكلفة سلة الغذاء (السلع الأساسية) بشكل عام في ليبيا بنسبة 3% إلى 792.13 دينار في فبراير مقابل 767.44 دينار في شهر يناير، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى زيادة في أسعار البيض والفول والطماطم مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

كما أن التقرير قارن وضع أسعار الغذاء في الوقت الراهن داخل ليبيا وقبل عامين، ليظهر ارتفاعا بنسبة 14% في إنفاق الأسر الليبية لتغطية احتياجات الغذاء الشهرية.

موضحا ارتفاع أسعار الحبوب منذ اندلاع الحرب على أوكرانيا، في فبراير العام 2022، بشكل كبير، مع ارتفاع سعر الكسكس بنسبة 90%، والمعكرونة بنسبة 25% والدقيق بنسبة 2%.

الأسعار تقفز في الجنوب

وأظهر برنامج الغذاء العالمي الزيادة الأكبر في سلة الغذاء في منطقة الجنوب مقارنة بالمناطق الأخرى في ليبيا. وقال إن «تكلفة سلة الغذاء في الجنوب مستمرة في تسجيل القيمة الأعلى عند 866 دينارا، بارتفاع 9% مقارنة بالمتوسط في المناطق الأخرى».

في حين سجلت المنطقة الغربية التكلفة الأقل لسلة الغذاء عند 740 دينارا، منخفضة بنسبة 7% مقارنة بالمتوسط العام. وتراجعت تكلفة سلة الغذاء الكاملة، التي تشمل مواد غذائية وغير غذائية، بنسبة 4% من 946.6 دينار في فبراير العام 2023 إلى 913 دينارا في فبراير الماضي.

انخفاض قيمة الدينار

وفي صعيد آخر تناول تقرير «الغذاء العالمي» اقتراح مصرف ليبيا المركزي فرض رسوم بنسبة 27% على سعر الصرف الرسمي لجميع الأغراض باستثناء القطاعات الممولة من الخزانة العامة، وهو ما اعتبره انخفاضا فعليا لقيمة الدينار.

وكان سعر الصرف السابق الذي حدده البنك المركزي في ديسمبر 2020 هو 4.8 دينار للدولار، واستقر سعر الصرف في الاتجاه نفسه حتى أغسطس 2023 عندما حدث تدهور ملحوظ في سعر الدينار في السوق الموازية.

ومع تطبيق الرسوم، سيتراوح سعر الصرف الجديد بين 5.95-6.15 دينار للدولار، وهو ما لا يزال بفارق كبير عن سعر الصرف الموازي.

ونبه التقرير من تأثير انخفاض قيمة الدينار على سلة الغذاء وتداعياته على إمكانية الوصول إلى المواد الغذائية الأساسية بأسعار معقولة، مشيرا إلى أنه في الفترة المشمولة بالتقرير الحالي، ظل سعر الصرف الرسمي مثبتًا عند 4.84 دينار لكل دولار، بينما بلغ سعر الصرف في السوق الموازية 7.61 دينار.

تضخم أسعار الغذاء

وكام قد حذر التقرير من أن الأداء الضعيف للدينار قد يؤدي إلى التضخم مع ارتفاع أسعار السلع والخدمات، بما في ذلك المواد الغذائية، وتآكل القوة الشرائية للسكان، خصوصا أولئك أصحاب الدخول الثابتة أو الأجور المنخفضة، مما يجعل من الصعب عليهم توفير نظام غذائي مناسب.

وتُظهر أحدث معدلات التضخم، التي أبلغ عنها المكتب الوطني للإحصاء، اتجاهًا تنازليًا من ديسمبر 2022 بنسبة 4% إلى نوفمبر 2023.

كما أن انخفاض قيمة الدينار قد يؤدي إلى تفاقم التفاوت في الدخل بين السكان، حيث إن أولئك الذين لديهم دخل أعلى أو لديهم إمكانية الوصول إلى النقد بالدولار الأميركي قد يكونون أكثر قدرة على استيعاب التكاليف المتزايدة للغذاء، في حين أن أولئك أصحاب الدخل المنخفض قد يكافحون من أجل توفير نظام غذائي مناسب.

مؤشر أسعار الغذاء العالمي

وعلى الصعيد العالمي انخفض المؤشر القياسي لأسعار السلع الغذائية للشهر السابع على التوالي في فبراير، حيث عوض انخفاض الأسعار الدولية لجميع الحبوب الرئيسية ارتفاع أسعار السكر واللحوم.

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة (فاو) لأسعار الغذاء 117.3 نقطة في فبراير، بانخفاض 0.7% مقارنة بشهر يناير و10.5% مقارنة بشهر فبراير العام 2023. وانخفض مؤشر «فاو» لأسعار الحبوب بنسبة 5.0% في فبراير ليصل إلى مستوى أقل بنسبة 22.4% مقارنة بفبراير العام 2023.

كما انخفضت الأسعار الدولية للقمح بسبب وتيرة الصادرات القوية من الاتحاد الروسي. كما انخفضت الأسعار الدولية للأرز بنسبة 1.6% خلال فبراير. كما انخفض مؤشر «فاو» لأسعار الزيوت النباتية بنسبة 1.3% مقارنة بيناير، ليصل إلى أقل بنسبة 11% من قيمته في فبراير 2023.

وانخفضت الأسعار العالمية لزيت الصويا بشكل ملحوظ، مدعومة بتوقعات وفرة إنتاج فول الصويا في أميركا الجنوبية، في حين أدى توافر الصادرات العالمية الوفيرة من زيوت عباد الشمس وبذور اللفت إلى انخفاض أسعارها

الغذاء العالمي| يرصد التباين في الأسعار بين مدن شرق وغرب وجنوب البلاد

Shares: