سلّطت حادثة فقدان 60 مهاجرا غير نظامي، في عرض البحر المتوسط، بعد أن أبحر قاربهم من ليبيا، الضوء على مآسي المهاجرين، ومسارات الهجرة غير النظامية من أفريقيا نحو أوروبا.
وفي ما يلي أبرز نقاط انطلاق المهاجرين، والطرق التي يسلكونها نحو أوروبا، وأهم الأرقام حول ضحايا عمليات الإبحار وغيرها.
فوضى ليبيا
بعد انزلاق ليبيا في فوضى أمنية وعسكرية في 2011؛ إثر سقوط نظام معمر القذافي، أصبحت واحدة من أكثر الدول التي تجتذب مهاجرين يسعون إلى عبور المتوسط نحو أوروبا.
تشكل مدينتا بنغازي شرق ليبيا وطرابلس غربها أهم وجهة للمهاجرين، حيث تبحر القوارب منهما نحو السواحل الإيطالية.
ويوجد في ليبيا حاليّا أكثر من 703 آلاف مهاجر غير نظامي، بحسب تقرير نشرته منظمة الهجرة الدولية في نوفمبر الفائت.
وسنويًا يتم اعتراض وإنقاذ ما لا يقل عن 20 ألف مهاجر غير نظامي وإعادتهم إلى ليبيا، ويصل سنويًا ما لا يقل عن 50 ألف مهاجر من البلاد نحو السواحل الأوروبية، بحسب أرقام منظمات غير حكومية.
تونس وجهة أخرى مفضّلة
ليس بعيدا عن ليبيا، تمثل الجارة تونس وجهة مفضّلة للمهاجرين غير النظاميين من جنسيات إفريقية، بعد أن كانت قوارب الهجرة تغري التونسيين فقط في بلدهم.
وشهدت تونس تذبذبًا في أعداد المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا في السنوات الأخيرة، ففي العام الماضي تمكّن ما لا يقل عن 152 ألف مهاجر من الوصول إلى إيطاليا قادمين من تونس، في زيادة قياسية مقارنة بالسنوات السابقة.
ففي عام 2022، وصل قرابة 95 ألف مهاجر غير نظامي إلى أوروبا، بينما في العام 2021 نجح 63 ألف مهاجر في بلوغ السواحل الإيطالية.
وفي عام 2023 وحده، نجحت السلطات التونسية ونظيرتها الإيطالية في منع 80 ألف مهاجر من العبور إلى السواحل الأوروبية.
وتُعد ولاية صفاقس أبرز نقاط عبور المهاجرين نحو جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، حيث يتكدّس فيها آلاف المهاجرين من جنسيات إفريقية.