تقرير فرنسي – حظيت مباحثات القاهرة الأخيرة بزخم كبير، وبالرغم من أنها لم تحقق الهدف المرجو منها حتى الآن إلا أنها كانت محط أنظار كافة الأطراف المعنية بالوضع في ليبيا، ومن أبرز ما أفرزته هذه المباحثات هي ما تناولته صحيفة “لي جورنال دي لافريكا” الفرنسية الناطقة بالإنجليزية، التي لفتت إلى المباحثات الأخيرة بالقاهرة الجامعة لـثلاثة من الأطراف السياسية في ظل غياب رئيس حكومة تصريف الأعمال الدبيبة عنها، وذكرت أن الدبيبة بات معزولًا في الوقت الحالي على خلفية تفاقم عدم استقرار الوضع الاقتصادي خلال الأشهر الأخيرة.
وأوضحت الصحيفة، أنه زادت عوامل انخفاض قيمة الدينار في مقابل الدولار والإنفاق العام المفرط لحكومة الدبيبة في فقدان شعبية الأخير في غرب ليبيا في وقت توصل فيه رؤساء مجالس النواب عقيلة صالح والدولة الاستشاري محمد تكالة والرئاسي محمد المنفي لاتفاق مبدئي على تشكيل سلطة تنفيذية موحدة.
وبهذه الخطوات قد يجد الدبيبة نفسه خارج السلطة بسبب هذا الاتفاق من تخلي حاشيته ومؤيديه باستثناء أفراد أسرته الموجودين في جهاز الدولة، مبينًا التقرير إن من بين أبرز المتخلين عن رئيس حكومة تصريف الأعمال الصديق الكبير محافظ المصرف المركزي.
وقررت الهيئات التشريعية الرئيسية الثلاث في ليبيا تعيين حكومة موحدة في الأسابيع المقبلة. بعد أن تم التوصل إلى اتفاق ثلاثي تاريخي الأحد الماضي في القاهرة، تحت رعاية جامعة الدول العربية، مما مهد الطريق أمام إمكانية تشكيل حكومة موحدة في ليبيا لتحل محل الكيانين القائمين حاليا، وتهدف هذه الاتفاقية إلى تنظيم الانتخابات التي طال انتظارها في البلاد.
الصحيفة لفتت إلى موافقة الهيئات التشريعية الرئيسية الثلاث في ليبيا، وهي المجلس الرئاسي والمجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب، أخيراً على عزل رئيس الوزراء الدبيبة. إلا أن الأخير يرفض التنازل عن السلطة إلا لحكومة يتم تعيينها بعد الانتخابات، ويأتي هذا التقارب بين الأطراف الثلاثة في أعقاب اتفاق تم التوصل إليه في أوائل شهر مارس في تونس بين 120 عضوا من مجلسي البرلمان الليبي، مما مهد الطريق لاجتماع قمة القاهرة.
ولكن رغم هذا التقدم، ما زال هناك الكثير مما يجب عمله قبلو تشكيل حكومة وحدة وطنية لا يتوقع أن ترى النور قبل نهاية شهر رمضان.
وبحسب الصحيفة، فإن عبد الله باتيلي، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، أعرب عن موافقته على نتائج هذا الاجتماع، لكنه يصب المزيد من الزيت على النار باقتراح طاولة حوار رباعية بحضور الدبيبة. وهو اقتراح يرفضه المعسكر الشرقي الليبي بشكل قاطع. وهذا دليل على أن المجتمع الدولي ليس له أي تأثير تقريبًا في ليبيا، حيث أصبح حل الأزمة الآن من اختصاص الجامعة العربية والسلطات الليبية نفسها.
أما بعثة الاتحاد الأوروبي وسفارات الدول الأعضاء لدى ليبيا، أصدرت بيانا مشتركا الثلاثاء، مطالبين القادة الليبيين باستغلال شهر رمضان المبارك، لتنحية الخلافات جانبا وإحراز تقدم في المصالحة الوطنية، وحثت البعثة الأوروبية جميع الأطراف على العمل بروح الشهر الفضيل، وإطلاق سراح كافة المعتقلين تعسفيًا، كبادرة حسن نية، مطالبة القادة الليبيين بقبول دعوة المبعوث الأممي للاجتماع دون مزيد من التأخير، والمضي قدما نحو إنهاء المرحلة الانتقالية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في البلاد.
ولفتت الصحيفة، إلى أنه يجب تجاوز جميع العقبات العالقة التي تمنع المواطنين من إعادة الشرعية إلى المؤسسات من خلال الانتخابات الوطنية، وناشد البيان الأوروبي بضرورة الاتفاق بشكل عاجل على الإصلاحات الضرورية اللازمة للحفاظ على الاستقرار والاقتصاد.