بعد تصريح الدبيبة باحتضان المليشيات – كشف محمد الهاشم، المحلل السياسي، عن أنه لم تتوقف معاناة الليبيين في المناطق الغربية منذ أكثر من عقد من الزمن إلى الآن بسبب تعاقب الحكومات الفاسدة والمسيرة من الخارج إضافة إلى الإنتشار الكثيف للميليشيات المسلحة المختلفة الانتماءات، واشتباكاتها التي لا تنتهي، مؤكدًا تورط أمريكا في اشتباكات مدينة الزاوية.
وأعلن الهاشم، من خلال تصريحات تلفزيونية ، عن عودة الهدوء الحذر إلى مدينة الزاوية بعد اشتباكات دامية اندلعت مساء السبت الماضي أوقفت دورة الحياة العامة وأدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، والتي حدثت بعد مرور أسبوعين فقط على مذبحة أبوسليم بوسط طرابلس.
ولفت الهاشم إلى أنه في الوقت الذي اكتفت فيه حكومة الوحدة الوطنية المنتهية الولاية بالصمت مما أثار سخرية الشارع الليبي، كان الدبيبة قد صرح بضرورة احتضان الميليشيات وتوحيدها وتمكينها من بسط نفوذها تحت غطاء شرعي وسياسي كقوة رديفة للمؤسسة العسكرية النظامية قائلًا: إن مسلحي الميليشيات أبناء وفلذات أكباد الليبيين الذين دافعوا عن أعراضهم ومقدساتهم في الشوارع من الغازي ومن الذين يريدون تخريب ليبيا.
وكشفت قناة «Ulusal» التركية اليوم في مقال لها على موقعها الإلكتروني خفايا الدور الأمريكي في دعم الدبيبة ونيته توحيد الميليشيات تحت راية موحدة. حيث تشارك الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب المقال، بتعزيز قدرات الجماعات المسلحة في طرابلس، عبر إرسالها لمدربين وخبراء عسكريين تابعين لشركة «Amentum» الأمنية الأمريكية إلى ليبيا.
وذكرت أنه «قد تم رصد جون بوزارث، نائب الرئيس العملياتي الأول في الشركة مطلع الشهر الماضي في طرابلس، كما أفاد شهود عيان عن وصول دفعة من عناصر الشركة إلى مطار معيتيقة والميناء البحري عقب إخلائهما من قبل جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، التابع لحكومة الوحدة، بأمر من الحكومة».
وبحسب القناة، فإن واشنطن تعمل مع حكومة الوحدة الوطنية وتقوم بإعداد كتلة مسلحة في غرب البلاد لصراع مسلح محتمل، بشكل بعيد عن الجهود الرامية إلى توحيد البلاد وحل الأزمة الليبية سياسياً. حيث بدأت الولايات المتحدة بإنتهاج استراتيجية جديدة لتحويل ليبيا إلى منطقة نفوذ خاصة بها، خاصة في الوقت الذي بدأ يتراجع فيه نفوذها في مناطق أخرى من أفريقيا.
كما أن القناة استندت على تقارير محلية في إشارتها إلى الإشتباكات الأخيرة في الزاوية بأن الدبيبة أرسل وحدات مسلحة من الشركة الأمريكية لوقف أعمال العنف في المدينة. وأكدت أن واشنطن لن تسمح بتعريض مصفاة الزاوية للنفط للخطر لأنها الأكبر في البلاد، وهي تقوم عبر شركة «Amentum» بمحاولة السيطرة على أهم المصافي والموانئ النفطية في البلاد.
فيما أشارت مصادر إلى أن الأمريكيون يريدون السيطرة على المعسكر وغيره من المواقع العسكرية الأخرى عبر شركة «Amentum»، على غرار مطار معيتيقة والميناء البحري.
وعلى الرغم من أن الشركة تُعتبر متعاقداً رئيسياً مع وزارة الدفاع الأمريكية، ومهامها هي تأمين الحماية واللوجستيات والإتصالات وبناء المقار والمنشآت الأمنية والتدريبية، إلا أن التحقيقات الإستقصائية الصحفية، أشارت إلى إدارتها لمؤسسات ومخابر بيولوجية.
وبالتالي، يؤكد المحللون بأن الإشتباكات التي تدور بين الفينة والأخرى، كإشتباكات الزاوية، تحركها الإدارة الأمريكية عبر شركتها المشبوهة، وفق خطة مدروسة هدفها زعزعة الإستقرار وبث الرعب في قلوب المواطنين وخلق ذريعة للدبيبة للقضاء على خصومه السياسيين ضمن الفراغ الأمني القائم، وفتح المجال أمامه لتسليم البلاد بما فيها، بعيداً عن مصالح الدولة الليبية والشعب الليبي.
