العرب اللندنية – يؤشر تعيين الأميركية ستيفاني خوري، نائبة للممثل الخاص للشؤون السياسية في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، على أن الولايات المتحدة تسعى إلى إنجاح مهمة المبعوث الأممي عبدالله باتيلي لحلحلة الأزمة الليبية بعد تعثرها جراء المناكفات السياسية بين الفرقاء.

ويأتي تعيين ستيفاني خوري بعد أن هاجم باتيلي الأطراف الرئيسية التي قال إنها مستمرة في فرض شروطها ولم يتحرك أي منها في موقف حاسم بعيدا عن موقفها الأول للمحافظة على الوضع الراهن الذي يناسبها، وهو ما دفع بمجلس الأمن الدولي إلى تجديد دعمه باتيلي لعقد اجتماع للأطراف المؤسسية الليبية المعنية، في إشارة إلى اجتماع الطاولة الخماسية، وتلويحه بالعقوبات ضد معرقلي الانتخابات.

كما جاء بعد أن تعالت الأصوات التي وجهت سهام انتقادها إلى البعثة الأممية في ليبيا، متهمين إياها بـ”التقاعس”، والمساهمة في “تجمد” الأوضاع السياسية الحالية بالبلد الأفريقي.

ويرى مراقبون أن الخطوة بمثابة محاولة أخيرة لمد طوق النجاة للبعثة الأممية خوفًا من أن تلقى مهمة باتيلي نفس مصير أسلافه من المبعوثين السابقين، إضافة إلى المساهمة في تحريك الأوضاع السياسية التي تجمدت شرايينها في ليبيا، مؤكدين أن الأميركية التي عينت نائبة للمبعوث الأممي، قد تؤدي مثل هذا الدور.

هذه رؤية أكدها باتيلي، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، قائلا، إنه يتطلع مع نائبته الجديدة، للدفع بالعملية السياسية في ليبيا قُدماً.

وكان ملحق الدفاع الأميركي لدى ليبيا أكد خلال زيارته العاصمة طرابلس الجمعة، أن واشنطن ستواصل التفاعل مع الأطراف في جميع مناطق ليبيا لدعم الجهود الرامية إلى تعزيز السلام والأمان المستدامين، وتوحيد وتحسين كفاءة الجيش الليبي، وحماية سيادة البلاد، بحسب السفارة الأمريكية في ليبيا.

ويعيد تعيين ستيفاني خوري للأذهان، الدور الذي لعبته مواطنتها ستيفاني ويليامز والتي كانت نائبة للمبعوث الأممي في ليبيا، ثم مستشارة للأمين العام للأمم المتحدة للشأن الليبي، حتى رمت المنشفة وقررت التخلي طواعية عن منصبها في يوليو 2022.

ويتوقع، أن تعيد “ستيفاني الثانية” لعب الدور نفسه الذي لعبته مواطنتها، وخاصة بعد الانتقادات التي طالبت البعثة الأممية، مما يعني إمكانية تقديم المبعوث الحالي باتيلي استقالته، في تكرار لسيناريو غسان سلامة الذي استقال في يناير الثاني 2020.

وعُينت ستيفاني خوري الجمعة، بقرار من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، نائبة للممثل الخاص للشؤون السياسية في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

وتقول الأمم المتحدة، إن نائبة الممثل الخاص المعينة إلى هذا المنصب تأتي بأكثر من 30 عامًا من الخبرة في دعم العمليات السياسية، ومحادثات السلام والوساطة في حالات النزاع وما بعد النزاع، بما في ذلك في منطقة الشرق الأوسط.

وبحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة، فإن الأميركية خوري، تتمتع بتجربة تفوق 15 عامًا من العمل مع الأمم المتحدة في العراق ولبنان وليبيا والسودان وسوريا واليمن، إضافة إلى أنها شغلت مؤخرًا منصب مديرة الشؤون السياسية في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان.

وقبل انضمامها إلى الأمم المتحدة، عملت خوري “زميلة باحثة” في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية ومع عدد من المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك منظمة “البحث عن أرضية مشتركة”.

وحصلت على درجة الدكتوراه في الفقه القانوني ودرجة البكالوريوس في الآداب في الحكومة من جامعة تكساس بالولايات المتحدة، وتتحدث اللغتين العربية والإنجليزية.

وشغلت خوري عدة مواقع مهمة منها: منصب مدير الشؤون السياسية للبعثة الأممية بالسودان في 2022، وكذلك منصب القائم بأعمال بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة في الفترة الانتقالية في السودان- 2021، وممثلة عن مكتب المستشار الخاص للأمم المتحدة بصنعاء، ومديرة لمكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في بيروت، وممثلة لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا.

وتعيين خوري في هذا المنصب يأتي خلفا لريزدون زينينغا نائب الممثل الخاص للأمين العام للشؤون السياسية السابق والذي شغل المنصب منذ 16 ديسمبر 2022.

وشغل زينينغا (من زيمبابوي) منصب أمين عام مساعد ومنسق لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. وقد تم استحداث هذا المنصب بموجب قرار مجلس الأمن المرقم 2542 لسنة 2020.

ويرأس البعثة الأممية الدبلوماسي السنغالي عبدالله باتيلي منذ 25 سبتمبر 2022، خلفاً للسلوفاكي يان كوبيش. فيما تعمل الكندية جورجيت غانيون نائبة الممثل الخاص للأمين العام والمنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا خلفاً للسوداني يعقوب الحلو الذي أكمل مهام عمله في 5 يناير 2021.

العرب اللندنية

Shares: