ضربت العاصفة دانيال شرق ليبيا في العاشر من سبتمبر وخلّفت فيضانات ودمارًا واسع النطاق في أعقابها في درنة والبيضاء وسوسة والمرج وشحات تاكنس ، بطة ، طلميثة وبرسس وتوكرة والأبيار
عندما تقع الكوارث، يكون الأطفال دائماً من بين الفئات الأكثر هشاشة،” قالت أديل خضر، المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي عادت للتو من زيارة إلى البيضاء ودرنة. “لقد رأيت الخسائر المدمرة التي خلفتها الفيضانات على الأطفال والعائلات. التقيت بعائلات تعاني من عبئ نفسي كبير وتحدّثت إلى أطفال يعانون من ضيق نفسي شديد، العديد منهم لا ينامون وغير قادرين على التفاعل واللعب. لا تزال ذكرى ما حدث تطارد أحلامهم وأفكارهم. لقد حان الوقت للتركيز على التعافي، بما في ذلك دعم إعادة فتح المدارس، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وإعادة تأهيل مرافق الرعاية الصحية الأولية، وإعادة تأهيل شبكات المياه. المأساة لم تنتهي، يجب ألا ننسى أطفال درنة والبيضاء”.
أظهر تقييم أجرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» مع شركائها، للأطفال المتضررين من الفيضانات الناجمة عن العاصفة «دانيال» التي اجتاحت مدينة درنة ومناطق الجبل الأخضر شرق ليبيا في سبتمبر 2023، أن ما يقدر بنحو 67% من الأطفال لديهم تغيرات سلوكية سلبية منذ الكارثة، وأن 48% من الأطفال في حاجة ماسة إلى الدعم العقلي والنفسي والاجتماعي المستمر.
وسلطت «يونيسف» الضوء وفق بيان لها اليوم الخميس، على تداعيات مرحلة ما بعد الطوارئ في شرق ليبيا، بعدما ضربت العاصفة وانهار سدان قلب مدينة درنة ومناطق الجبل الأخضر ليلة 9 سبتمبر الماضي لتتأثر حياة السكان بشدة. وقد غيرت الكارثة المشهد العام للمدينة، وأودت بحياة الآلاف وتركت ندوبا في المجتمع. ومن بين الأشخاص الأكثر عرضة لهذه الكارثة الأطفال الذين انقلبت عوالمهم رأسا على عقب في ساعات.
استجابة «يونيسف» لكارثة درنة
وحسب المنظمة قبل العاصفة، كانت درنة مكانا للفرح والضحك للأطفال لكن تغير الوضع، مستشهدة بحالات عدة من بينهم لما حدث لنورية التي فقدت والدها بسبب الفيضان ونزحت من منزلها، فوجدت نفسها تصارع الحزن والخسارة. وقالت نورية: «أتذكر الخوف والارتباك في تلك الليلة. لقد أخذت العاصفة والدي، ومنزلنا، والشعور بالأمان الذي شعرت به ذات يوم».
– «يونيسف» تقدم مساعدات لـ8 آلاف طالب من متضرري «دانيال» في ليبيا
– «يونيسف»: تأهيل 11 مدرسة في البيضاء وشحات لمساعدة طلاب درنة على بدء العام الدراسي
– «يونيسف» تعلن حاجتها لـ26 مليون دولار لمساعدة 250 ألفًا من متضرري «دانيال»
– «يونيسف»: نزوح أكثر من 16 ألف طفل بسبب فيضانات ليبيا
واستجابة لهذه الكارثة، أطلقت «يونيسف» بالشراكة مع الكشافة والمرشدات في درنة، وبتمويل من اليابان والمملكة المتحدة وسويسرا، مبادرة شاملة للدعم النفسي والاجتماعي والعقلي تهدف إلى مساعدة الأطفال.
16 فريقًا متنقلًا لتقديم خدمات الصحة العقلية والخدمات النفسية الاجتماعية
وأنشأت المنظمة الأممية 16 فريقًا متنقلًا لتقديم خدمات الصحة العقلية والخدمات النفسية الاجتماعية مع إعطاء الأولوية للنازحين وغير المصحوبين بذويهم والأطفال المتأثرين بشكل مباشر بالفيضانات. ونتيجة لذلك، جرى الوصول إلى 72 ألف طفل متضرر من خلال شركاء مختلفين على الأرض لتقديم خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي.
وقال قائد فريق الكشافة والمرشدات، إسلام السنوسي، «مهمتنا هي الوصول إلى الأطفال المتضررين من الأزمة، لإعادة الحياة الطبيعية إلى حياتهم، وتمكينهم من التغلب على الصدمة».
ويركز برنامج المنظمة على إيجاد مساحات آمنة للأطفال للتعبير عن مشاعرهم، والمشاركة في الأنشطة التعليمية والترفيهية، وتلقي المشورة من المتخصصين المدربين. ومن خلال تعزيز القدرة على الصمود وتوفير الدعم المستمر، تهدف المنظمة إلى ضمان قدرة الأطفال على التغلب على أحزانهم، وإعادة بناء ثقتهم، والتكيف مع الحقائق الجديدة لحياتهم.